skip to Main Content
هاتف :5861412(06) - 5823126(06) -  فاكس : 5861411(06) -  البريد الإلكتروني : [email protected]

الفيصلي والاهلي..رهوان وفنان

لم يكن الرهوان ابراهيم مصطفى والفنان محمد نهار ليجلسان بهدوء في مقهى ، دون كاميرات ،،صخب، وشغب، وتصوير، وفضولين ، وباباراتزي لو كانا ايطاليين او مصريين أو لو كان مقهى باسم مراد “فيفا كافيه” القابع في دوار مكسيم بجبل الحسين مفتتحا وسط السبعينات الى وسط الثمانينات ؟
.. يحمل محمد نهار فنجان شاي وسيجاره ويستمع الى الرهوان ويسب ويلعن الزمن الذي قلب الاشياء رأسا على عقب ، نهار الفنان الذي -يختزل مدرسة كروية أرسى دعائمها “وهيب عبدالرحمن وجميل عبدالمنعم وباسم مراد ومحمد نهار” فصارت تعرف باسم مدرسة “الفن والهندسة” و”السهل الممتنع” مما جعل المرحوم جلال قنديل يتمنى لو كان لدى وسط الوحدات مطبخ العاب كمطبخ الاهلي – نهار يعرف ان ناديه حاول ما بين عامي 1974 و1975 ضم توقيع الرهوان الخطر في زمن التحرير المجاني للاعبين.
في زمان التحرير المجاني ذاك رفض عشرات اللاعبين الانتقال مقابل المال بل واللعب من اجل المال أيضا،، رفض الجزراوي الحاج علي عروضا من نانت ولاتسيو بطلي فرنسا وايطاليا في حينها ورفض شحاده موسى وحسونه يدج ونبيل التلي ووليد ونصر قنديل عشرات العروض هنا وهناك ، ورفض الرهوان ان يحصل على “العشرات” التي ملئت حقيبة المرحوم نظمي السعيد “السانونايت ” وكان ملئى برزم يصعب عدها .
وكان من الصعب على حسونه يدج ونظمي اقناع الرهوان بترك الفيصلي ، النادي الذي سجل له الرهوان 38 هدفا في السبعينات و111 هدفا في الثمانينات ” منها 55 بالدوري و41 بالكاس و15 بالدرع و2 بكاس الكؤوس” ..وهو نفس النادي الذي يرى الرهوان يغرق في بحر من الديون والالتزامات المالية الخانقة دون ان يحرك ساكنا.
..ابراهيم حزين ، ناقم غاضب ليس لانه لم يحصل على نصب تذكاري او تمثال برونزي يوضع له ، بل لانه لم يحصل على واحد بالاف من التقدير الذي يستحقه من ناد واتحاد ومنتخب وطني ، فبقي يقتات على الذكريات .
محمد نهار ، فخور ومتالم لوضع البلد والرياضة والرهوان ومجموعة من لاعبي الامس مظلومي اليوم، وفخور لانه لعب لناد كان يعطي المرحوم نظمي السعيد اللاعب الذي يجري عملية جراحيه فيه الف دينار او الفين في زمن الالف تعادل الائة الف .
فيما الرهوان لا يتذكر غير وقفات وصفها بالمميزة من الراحل مصطفى العدوان ..ونكران وتجاهل فيمن عداه من رجالات بعضهم كان يشعر بالزهو والفخر حين يسجل هدفا وبعضهم كان يتمنى ان يحضر له كوب شاي او قهوة أو ان يرد الرهوان عليه السلام او يصافحه فيتوجب عليه ان يحتفل ، يرقص ويزغرد.
كلاهما يجلس على كرسي ، متقابلان ، يتذكران سنوات عز مضت وجيل ذهبي ترك كرة القدم حين صارت تقاس بالمال لا بالجهد والوفاء والاخلاص.
كلاهما مدح حسونه يدج حتى ملا زهقا من وصف وقفاته مع كل اللاعبين ، فيما اختصر الرهوان مسيرة يدج بالقول”لم ارى في حياتي لاعبا مثله يمشي بالكرة من جانب الملعب حتى يدخل منطقة الجزاء مراوغا من يقابله حتى يصنع الاهداف او يسجلها ” .
الرهوان حزين ، والفيصلي حزين ، ولم يكونا كذلك حين كان مصطفى العدوان بخير والنتائج بخير والجمهور بخير.
سهل ان يعود الفيصلي لو اصطفت الاقدام جنب الاقدام والايادي جنب الايادي لتبني لا لتهدم ، ولتصفق بدل ان تضرب ، ولتبدع بدل ان تخرب.
الاهلي ،، توارى في الظل منذ العام 1980 وحتى الموسم الماضي ، لم يصحو الا بعدما هبط الى الدرجة الدنيا ,, كانت تلزمه صفعة ليصحوا ، والفيصلي بحاجة الى وقفة ذاتية وتامل ، جماعية وليست فردية ، لها هدف واحد “غير مادي” معنوي صرف، يعيد الوهج للفريق الذي يسهل ان يفوز بالبطولات بشرط ان يتشارك بناة مجد الماضي من لاعبين مهمين بالدرجة الاولى مثل الرهوان وخالد عوض وباسم مراد وميلاد عباسي وجمال ابو عابد وجريس تادرس وغيرهم ممن يماثلهم من الالق والحرص على النادي…في وضع الحلول.
الاهلي لم يبلغ المجد ولم يعانق البطولات ، هو مثل محمد نهار فنان مرهف باخلاق عالية لكن هل “تنتج النوايا الفيلم الجيد “؟.
الجواب لا ، العرق والجهد والمثابرة والصبر والاخلاص يمكن ان تحول فريقا بلا اسماء رنانة الى فريق بطولات مثل بروسيا دورتموند وليستر سيتي واتليتكو مدريد .
لكن ميونخ “الشرير- كما يلقب في المانيا” يبقى ميونخ المسيطر لانه يضم ادارة كاملة من اللاعبين “اولي هونيس ، كارل هانس رومينجه ، سيب ماير ، بول برايتنر، فرانس باكنباور وماتياس تزامر” ..نفس الاسماء يمكن مقاربتها محليا فتدخل النادي الفيصلي”شرير الاردن وعفريتها اللازرق” وتجد ” الرهوان أو خالد عوض وباسم مراد وميلاد عباسي وجمال ابو عابد وجريس تادرس” رئيسا وأعضاء ؟؟
الاهلي بات منظومة ، مؤسسة ، فيها اراء متعددة ومهام معقدة ومتعددة ايضا ، مسابح وملاعب واكاديميات كرة قدم وجمباز وحفلات وفولكلور ،،، وما نجح امريكا بالامس سينجح الاهلي اليوم وغدا ، طالما ان الرئيس يطبق خطة جماعية مرسومة مسبقا ، عندها لا يهم لو جاء رئيس اسود او ترامب او ريغان ، فامريكا بقيت وهم تغيروا ، والاهلي والفيصلي سيبقيان.. ومن سيتغير الاعضاء وطريقة تطبيقهم لما يفترض انه راسخ..راسخ حد تضاد الجبال وتكاتفها ، ورابض كقلعة لا تزول؟

Back To Top